Wednesday, October 16, 2013

مصر و غانا..حلم المونديال...حقيقة الإستغلال السياسى للكرة


الظروف السياسية و الإجتماعية السابقة و المحيطة بمباراة مصر و غانا تسببت فى تسليط الضوء و النقاش حول مدى الإستغلال السياسى للكرة ومدى أهميتها.
فهل الكرة من التفاهة ما يجب أن نهتم بما هو أكثر أهمية و فاعلية منها ؟
ما مدى حقيقة الإستغلال السياسى للكرة و إستخدامها كأفيوناً للشعوب لتلهيها عن أفعال و حقائق كثيرة ؟

بدايةً الإستغلال السياسى للكرة و توجيهها لإلهاء الشعب عن جرائم و أحداث شىء موجود بطبيعة الحال و بلغ ذروته فى عهد مبارك فى عديد من المواقف و الأمثلة ثم بدأ النظام الحالى فى الشروع فى الإستمرار على هذا النهج و إتباع خطوات "العقلية المباركية" شبراً بشبراً و باعاً بباع , و لكن ما مدى تأثير و فاعلية هذا الإستعلال و الإبتذال و ما الحلول ؟

 فى فترات معينة بلغ تأثير هذا الإستغلال أكثر من المتوقع خاصةً مع إستغلال الكتيبة الإعلامية المعروف دورها و تأثيرها و لكن يجب ألا يكن ذلك داعياً لوصم الكرة  بالشر الأعظم و سلاح الهيمنة الفكرية ...إلخ ففى ذلك إنفصالاً عن الواقع , ويجب ألا ننسى أن من رحم هذه اللعبة ولدت حركة تمثل نموذجاً و مثالاً للمقاومة و الحرية و الكرامة ,حركة تمثل الجمهور الحقيقى للكرة ,حركة تقاوم تلك الإفرازات الإعلامية و تلفظها ,تقاوم القمع و الإهانة,تقاوم رأسمالية الكرة و ترفض كل أنواع الإستغلال و التوجيه ,حركة الألتراس التى قامت ببناء عقلية الشباب على أسس إنكار الذات و الحرية و الكرامة و كانت وقوداً للثورة و التى بطبيعة الحال تعرضت لمضايقات كثيرة فى عهد مبارك ثم أثناء و بعد الثورة الإعلام "طلع بيها السما" لأنه يعلم دورها و كانت فترة تطبيل و تصقيف لكل ماهو ثورى ثم عندما أنقلبت الأمور و الإعلام على الثورة تم وصفهم "بالعيال الصيع" و توجيه كل أنواع الإتهامات ضدهم و إعتقالهم و قمعهم مع ماسورة المجارى الإعلامية اللى ضريت فى دماغ الشعب فى الشحن ضدهم.

يجب عدم الإنفصال عن الواقع و العيش فى حالة نقاء ثورى مثالى تزيد التنفير من الطليعة الثورية و الدخول فى حالة غضب و إنعزال من قبل الطليعة و الحركات الثورية عن المجتمع بكل إهتماماته و توجهاته. فهناك فارق بين الإقتراب من الشعب و مشاركته إهتماماته و أفراحه و أحزانه و بين إستغلالها و إبتذالها و المتاجرة بها سياسياً ,نعم الكرة لن تخرج الفقراء من فقرهم و لكن هذا ليس الهدف من ممارستها أو متابعتها فى المقام الأول. و الحل ليس مقاومة و مواجهة كرة القدم من الأساس و لكن مقاومة إستغلالها و إبتذالها سياسياً و فساد المنظومة و رأسمالية الكرة , لتعود الكرة و الرياضة للشعب و يكونوا قادرين على ممارستها فى كل منطقة و فى كل حى بسهولة للإرتقاء بحالتهم البدنية و تحسين صحتهم و يكونوا قادرين على متابعتها بدون إفرازات إعلامية و ممارسات رأسمالية جشعة و التغنى على أوتار لا تمت للعبة بصلة و تصب فقط فى مصلحة الطبقة الحاكمة.