Monday, August 18, 2014

هل أصبحت مجموعات الألتراس "خارج السيطرة" ؟



أصبحنا نعانى فوبيا من كل ما هو منظم و كأن أفكارنا أصبحت مسممة لدرجة أنه إذا ألتفت أى مجموعة حول قيم و أفكار معينة فبالضرورة هى من الأساس إما أفكاراً مسممة أو ستتحول تدريجياً بطبيعة الحال لتوجهات تحمل خطراً على المجتمع,لم نتوقف لنسأل أنفسنا كيف لمجموعة من الشباب تجمعت حول قيم مثل الإنتماء و إنكار الذات و التكاتف و العمل من أجل كيان معين ...إلخ أن تتحول لمجموعات إرهابية إجرامية يجب القضاء عليها !!! كيف يمكن أن يحدث هذا من الأساس !!! ثم يأتى السؤال الأخر طالبت هذه المجموعة بمطالب محددة لها علاقة فقط بنشاطها و عودة الجمهور .....إلخ كيف تواجه بشخص و عقلية كل همها توجيه السباب و الإتهامات الباطلة بدون أدنى دليل و التهديد بالقتل و الضرب بالنار علناً على الهواء ثم الإعتقالات و الملاحقات و الإجابة هنا أننا أصبحنا محترفين بل أدمنا صناعة الإرهاب و الإجرام بالجهل و تحجر الفكر و محاربة كل ما هو مبدع أو منظم خوفاً و جهلاً و عناداً.

المتابع لحركة الألتراس المصرية منذ بدايتها فى 2007 يعلم جيداً أن هذه المجموعات بمختلف إنتماءتها لم تقبل أبداً أن يتم إستقطابها أو إستغلالها لمصالح شخصية أو توجهات فكرية بعيداً عن القيم التى أسست عليها برغم من وجود العديد من المحاولات سواء لإنتخابات أندية أو إنتخابات سياسية أو دعم أشخاص أو حركات لأنه بطبيعة الحال قوة هذه المجموعات و قدرتها على الإستمرار هى فى أنها تقريباً الكيان المنظم الوحيد فى مصر الذى يجمع كل التيارات و التوجهات المختلفة فى مساحة بعيدة عن التناحر السياسى و المصالح الشخصية ,هذه المجموعات ليست تنظيماً تقليدياً للإشتراك أو الإلتحاق به بل له أسس و فكر يحترم محدد و معلن. 

عدم القدرة على تفهم هذه الحركة و كيفية إستيعابها هو الخطر الأكبر و ليست الحركة أو المجموعات المنتمية لها فمن يجرم فى حق الوطن و الشباب و من يمارس الإرهاب هو من يواجه المطالب بالسباب و التهديد و الوعيد و الإتهامات الباطلة ثم يتبع ذلك بالإعتقالات و القمع ثم يلوم على الشباب أنه تجاوز فى بعض بياناته أو تطاول فى هتافاته و (بغض النظر عن المرحلة العمرية لهذه المجموعات من الشباب و بالتالى يجب إستيعاب و تقبل مساحة من التجوزات طالما أنها فى إطار سلمى) هذه الأساليب فى مواجهة الظاهرة هى ما تولد العنف و التطرف و كلما زاد القمع و العناد فى التعامل مع الحركة كلما زادرت التجاوزات و التطاولات حتى تخرج عن سيطرة الجميع و هنا يلام فى المقام الأول من أتبع هذا الأسلوب القمعى فى التعامل مع الحركة.